تابعت اللجان المحاضِرة محاضراته وكانت الجلسة الأولى مخصّصة لكيفية إيضاح سبل العلاج من هذه الآفة الخطرة. قدم الجلسة النقاشيّة الإعلامي شادي المعلوف وحاضر فيها السادة: يوسف الترك، زياد خوري (تجمع أم النور) وشهادة إيلي ضو المتعافى من الإدمان وكلمة روي موصللي.
تطرّقت الجلسة إلى عدة نقاط هامة في رحلة العلاج من الإدمان من حياته بكل شفافية وعن التدمير الشامل الذي عاناه حتى قرّر خوض رحلة العلاج وكان العلاج المسيحاني هو الطريق الأقرب إلى تخلصه من الإدمان وعودته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي، فتزوج وأسس عائلة وأنجب طفلًا.
كلمة روي موصللي… الضحايا مهمشين
روى السيد روي موصللي حادثة حصلت في كندا عن رجلين أدمنا الكحول فتصرف بشكل اعتباطي وتكبّد خسائر فادحة ثمّ دخل صلب الموضوع متحدثًا عن برنامج العدالة الإصلاحية وما ينتج عنها من فوائد بناءة تساعد على تخطي آفة الإدمان وتطرق إلى دور المحاكم شرط أن يكون المدمن صاحب إرادة حرة. تتراوح مدّة هذا العلاج من سنة إلى سنة ونصف وهو يكون بمثابة التوبة الحقيقيّة وينفذ على مدار 365 يومًا ودقيقة بدقيقة .
إيلي ضو… العائد إلى الحياة
إيلي ضو شاب لبناني وقع أسيرًا لآفة المخدرات قدم أمام الحاضرين شهادة حية عن تجربته، فأطلعهم عن بدايته مع الإدمان في سن الثالثة عشرة عندما دخن سيجارة حشيش وتطورت به الأمور ليصبح مدمنًا على حقن الهيرويين. كما تحدّث عن هذه المرحلة المظلمة من عدم التفرقة بالأديان وجدد خلال كلمته أماكن مراكز التجمع وانهى كلامه بعبارة: نريد أن يكون المدمن متعافيًا جسديًا وفكريًا وروحيًا وإجتماعيًا ونفسيًا ليتمكن من الإندماج بالمجتمع.
يوسف الترك… العلاج المسيحياني
انتسب يوسف الترك إلى رهبنة مار فرنسيس وبعدها (علية ابن الإنسان) في جمعية (نسروتو/الأناشيد). وشدّد الترك على الدور الروحاني في حياة المدمن شرط أن يطبق هذا الشق العلاجي بطريقة روحانية، إيمانية لبناء داخل الجسد من جديد وحسب المفهوم الديني السليم، فكان العلاج المسيحياني الذي يقوم على منهجية الكتاب المقدّس وهذا العلاج لا يفرق بين الأديان وهو يطلق الروح بالمدى.
وتحدّث االسيد زياد خوري (رئيس تجمع أم النور) المعنية بمعالجة الإدمان عن دور المجتمع في خدمة الإنسانية، خصوصاً أنه كان مرتاحًا، كما صرح في اليوم الأول لانعقاد المؤتمر كما قاله الوزراء والمحاضرون، لكنه عاش القلق أيضاً لأننا في لبنان وما نحتاج إليه كما قال خوري هو الخطط الإستراتيجية الفعالة التي تساعد المدمن على التخلص من هذه الآفة اللعينة والإندماج كليًا في مجتمعه، كما شدّد خوري على دور تفاعل التجمع مع أهل المدمن وتواصله معهم من خلال متدربين اختصاصيين فاعلين. والجميل في خدمات هذا المجتمع الدولية خصوصًا في أميركا الشمالية التي تتّخذ نهجًا في حماية الصحة العامة والهدف من برنامج العدالة الإصلاحية، إحلال السلام وهذا البرنامج يقوم:
على تخفيف الجريمة وتحمل المسؤولية وتساعد المدمن على فهم معنى المسامحة وكيف يبني السلام مع من حوله والتحرر، لتصبح جريمة الإدمان مخفضة وهذا ما حصل جراء تطبيقه، حيث انخفضت حالة الإدمان في صفوف الرجال والنساء.
في نهاية الجولة فسح المجال للحضور بطرح الأسئلة والنقاش مع المحاضرين.